إذا وَرَدَ الخيالَ دمٌ
وأتى يمالحُ جذعَ هذا الموتِ
رسمٌ ذائعُ الصّيتِ
لا تدخلِ المعنى على عجلٍ
ولا تبري قيوداً للكتاكيتِ
وحذفتُ أجرامي إلى نهرٍ من الموتى
وعدتُ أقلقِلُ المعنى
وأكتبُ فوق لوحِ الطينِ أسراراً
وتسحبني صفيراً من لَدُن رئتي
فأشهقُ: أيّها السّجانُ عُدْ
نحو الكتابةِ والمواقيتِ
وطني
ويرمقني بحبلِ الوقتِ
أَدْركُ أنَّ وقعَ الماءِ في بئرِ الردى
شيءٌ من الإطفاءِ في ليل الخطى
وصدى سؤاليَ نازحٌ في رأسِ كمّثرى
وصدى رهانيَ عُودُ كبريتِ
وطني
شغلتُ بفائضِ المعنى
فعمّدني رواءُ الشّعر بالأحلامِ
لَمْ أرقص على حبلٍ من الرّمضاء
لَمْ أرحل إلى بيتٍ العفاريتِ
وطني
تأخّرَ سِفرُ جيراني
وناموا تحت قمصاني
وأفردني زماني
كلُّ ما في الأرضِ
ينطحُ رأس أخيلتي
ويسرحُ في رؤى يومي
فَأُبْعَثُ من جوى سُكْرِ الحوانيتِ
ألّبْتُ عنفَ الموج في تكوين أشرعتي
وخضتُ غمامةً تسعى إلى حضن الجَمالِ
وقلتُ أسترُ نصف مأساتي بأشعاري
ولكنْ صدّني قصفُ الطواغيتِ
وهجدتُ في رئةٍ من الدّحنونِ
هل كان الصدى مثلي يجوبُ الشمسَ
أم مثلي هنا
يرثي الندى في ثوبِ فجرٍ
لَمْ يُعمّدْ جرحيَّ المجبول بالتوتِ؟
وخلعتُهُ
ومضيتُ مُستتراً
ولا ألوي على حَجَرٍ
وأقذفُ صبرَهُ بيدِ المليحةِ
أرتوي من بئرِ جارتهِ
وأرمي كلَّ طاغوتِ بأحجارٍ مُسوّمةٍ
أبابيل
وأرفعُ سرّنا ( ال ) يحيا
بما يخضرُّ في بحرٍ
وأقذفهُ
وأرقمُ موتهُ في ضلعِ مرآةٍ
وأشرعُهُ
تماماً مثلَ قمحِ النونِ
في بطنِ استواءِ البحر
والحوتِ
وأجزتُ خنصرَ دارتي
ورفعتُ شاهدها على مطرٍ
ذهبتُ إلى الصلاةِ
وقلتُ للبيكارِ: كُنْ في لوحة المعنى
خطوطاً أوجزتْ فنّي
ولا تقرأ كتابَ الصمتِ
لا للصمتِ، لا للريحِ تأخذُ سيرتي
وتقول للأنثى: هنا فَرَجُ الزمانِ
وعتبةُ الظنِّ
ولا تمرح كثيراً
فالعصافيرُ انتظارُ دمي على ريشِ الكتاكيتِ
وهنا على ريش المكانِ
وجدتُ ريح قصائدي
ويدي
وقبرةً معي
من أوَّلِ النصِّ التحقتُ بدولةِ الحرمانِ
عشتُ كمائناً للحبِّ، لا للحربِ
في فوضى التوابيتِ