أحداث متلفزة


رسموا طريقاً
ثمَّ جاءوا بالرّصيفِ
وكان فيهِ ضراوةٌ
لَمْ يسعلِ العُمّالُ
كانوا يشربونَ هواءنا

فتحوا طريقاً للمزادِ
وكان أوّلنا شهيداً 
طارداً للخوفِ
لَمْ تجفل عكاكيزُ البيوتِ
فقلتُ: ما لي، قال آخرُهمْ: لنا 
أعمالُنا
ولكم إذا شئتمْ سنكشفُ 
في الغِوى
أسماءنا

ردموا طريقاً للمماتِ
وهيّأوا لحداً لقطّاع الطريقِ
وقيّدوا أشلاءنا

حفروا طريقاً للبضاعةِ خلف سور الموتِ
شاهدنا معاً جسماً غريباً طائراً
قلنا: إذن نمشي
ونتركُ في المدى أشياءنا

رسموا على ورق المنازلِ نرجساً
لَمْ يهتفوا باسم الطريدِ
وهالنا جمرٌ على الأكتافِ يقرأ
في شتاتِ الذاهلينَ... رواءنا

لَمْ يعجنوا خبراً لتلفازٍ
فقد سبقَ المذيعُ، وقال: يا شعبَ الرياضةِ
دام ظلُّ الأرضِ فانتشروا
ولا تدعوا نجوماً تشتري
من شمسها أنباءنا

ناموا على رمل الطريقِ
وأُغلِقتْ أبوابُنا
فأضلنا نبأٌ عتيقٌ لا يراعي في المنامِ سماءنا

دخلوا إلى أحلامنا
مترجّلينَ عن الهدوءِ
وكنتُ أشرحُ في الطريقِ دماءنا

لكنني حين الضحى سَرَدَ المنامَ
نسيتُ أنْ أُخفي على حدِّ السيوفِ بكاءنا
ونسيتُ أنْ أحتاج منهم شاهداً
لو واحداً، لأقول يا أرضي
إذا قَبَضَ الغريبُ على الصلاةِ
فلا نقائض للوضوءِ
فقد تأجّل موتُنا لغدٍ
ولكنْ في الطريقِ إلى البيوتِ
رأيتُ أسراباً من الموتى
تطوفُ كأنها ولِدتْ على مَهَلٍ
وقد عَقَدَتْ على صبر الشتاتِ مساءنا

خرقوا طريقاً
واستعادوا ظلّهم
وأنا ذهبتُ إلى الحياةِ
لكي أشيّعَ في الضّحى
أبناءنا

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x