الحياة وأسبابها للأبد


سأدخلُ بوابة للغناءِ وأخرى
إذا غرّبّ الطينُ شكلي
وأخطبُ ودَّ الأنوثةِ في القوسِ
أرمقُ ظلّي
ورحلي
سأدخلُ شيئاً يُسمونهُ الحبّ
أدخل باب الرمادِ القتيلِ
وأسرجُ خيلي
وأدخلُ _ ما شاء لي
قوْسُها_ من منازلِ أهلي

أنا نخلُ أمّي
وإيقاعُ ماءِ التَّجلّي
تحمّلتُ نسلي قليلاً على بابها
واستبحتُ هواءَ المُقلِّ
فأين إذن يا أبي
سردُ أيامِها
لا أخال الغصونَ تمرُّ على قشّها
قلتُ إني أخيطُ لها سربَها
ثمّ انظرٌ حولي
لأسحبَ جيلي كثيراً
إذا ما تأخّرَ أو باع نصفي لكلّي

أنا ذُقتُ أوّلها
حُصرمي شاع فيه الندى
فاستظلّي
هنا تحت ظلّي
أمامي جيوشُ العذارى
وخلفي زماني وقتلي
وخلف المرايا مرايا
وخلفي أمامي
وكمّي تناقص عن لحمها
فاستعدّي كثيراً
لأجلبَ حدْس الغناءِ
وأمضي

أنا الانتظار...،
الجماجمُ تسعى إلى سور بيتي
أنا لستُ سرَّ الكلامِ على ناي بختي
أنا حاملُ الشمسِ في قبضةٍ
غيّرتها الحروبُ
وشطَّ بها
مثلما شط بي خلف إغفاءة
لا تقل لي:
تغيّرتَ يا صاحب الظلِّ
أوقفْ دمي
واستمع:
ترجّلتُ عن ساعةِ الفعلِ حين بدا
كوكبي أصفر الضوءِ
قمتُ إلى جثّةٍ في نوافلِ بأسي
وأوردتها الحبَّ
ما مرَّ خلفيَ سؤلي
_إلى أيِّ بوابةٍ يا هوائي المُدمّى؟
_إلى أيّ جامعةٍ في الطريقِ إلى المفرداتِ؟
_إلى أيِّ قافلةٍ لا تنوء بأعصابها
سوف تحملُ نسلي؟

توضّأتَ بالريح
لَمْ تحتفلْ بالسّرابِ، فقوّمتَها
والتجأتَ إلى الكهفِ
نامتْ تمائمُ أمّي
فأجّلتَها للخروجِ
وما خلّدتكَ الرّماحُ
فمن أيِّ طينٍ أنا يا أبي؟
جَهْدَ أيامِها
لا تقلْ من حقولي
وسهلي

توضّأتُ بالدّمِّ
سيّانَ لون الصّفائح
بوح الوريدِ
ومنهلُ هذا الشتات
ونصفُ الحياةِ يجنُّ
أنا ما جُننتُ
ولكنَّ مثلي
إذا جنَّ ضاقتْ به الأرضُ عن ساكنيها
وشيّعَ بابَ المخيّمِ قرب انكسار الطفولةِ
أخلدَ في نومهِ للصلاة
وبايعَ نجماً قريباً من الأرضِ
لَمْ يتخذْ من بريد القرابةِ نهراً
من الأغنياتِ
أنا ما جننتُ، لعلّي
أداوي اتجاهي
سنابل وصْلي
أنا ما تغيّرَ بابي
لأنّي وجدتُ مفاتيحهُ في مداري
وبعض القصائدِ في سلة الرّمزِ
تشتلُ أرضي
وتعصفُ بالعادياتِ
ومثلي يقومُ على رسلهِ باتّجاهِ الحياةِ
ولو كانَ نصفي عجوزاً
وخيلي تنوءُ بِحِمْلي

أنا الآنَ لي
نصفُ أيقونةٍ
واحتفالٌ أخيرٌ على باب بيتي
وتأتي ملائكةٌ بالحنوطِ
ويسألها حارسٌ لا قرينٌ:
- إلى أينَ يمضي الجسدْ؟

وتأتي على مَهَلٍ سَكَرات الغناء الأخيرِ
وتهبطُ كالضوءِ في جسدٍ ناحلٍ
غير أنَّ السؤالَ القريبَ البعيدَ
- إلى أينَ، والرّوحُ في غارةِ الحبِّ تُبنى
على مرجِ أرضي؟!
هناكَ- اسألوا الشهداءَ، ونحلَ الجراح-،
الحياة
وأسبابها للأبد
أنا الآنَ مع سنديان البلدْ!.

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x