علي دوابشه*




(1)
يَحْرِقونكَ فاصْعدْ إذنْ للسَّماءِ
ولا تنتظرْ خَبَرَاً عاجِلاً
أو حِساباً
لكلِّ الذينَ أتوا مُغْرَمينَ
بِرَسْمِ البكاءِ
وَمَهْبطِ وحي الرِّثاءْ
فأنتَ على بُعدِ ظِليّنِ
تَقْصُدُ أنْ تستريحَ
ولو مَرَّةً مِنْ بيوتِ العَزاءْ!!

عَكَفْنا على رَفْعِ أوتادِنا يا بُنيَّ
كثيراً
لِتَصْعدَ هذي الخيامُ
وَتَعْبُرَ هذي المرايا كَنَبْتٍ كَثيرِ التَّوَجُّسِ
مِنْ خطوةٍ عاريةْ
عَكَفْنا كَثيراً على صَلَواتِ الجنازةِ
إذ نَتَّقي وَعْدَنا بالغِيابِ الكَسيرِ
وإذ نَنْتَمي للوليمةِ
نَخْرُقُ حَدَّ التَّوَجُّسِ بالهاويةْ

عَكَفنا طويلاً بُنيّ
على شَهْوةٍ لا تُفارق بَحْرِ الغِناءِ
طويلاً على مِحْبَسِ النَّومِ
حتّى إذا أَخْبَرونا بَكَيْنا
بَكَيْنا ولكنْ كَمِثْلِ النِّساءِ
لهذا أَعي أنَّ مَوْتَكَ حِرْزٌ
يُؤَمِّنُ معنى اصْطفائِكَ
فاذهبْ عليٌّ إلى شَجْرَةِ الأنبياء


(2)
كيفَ يَنْضُجُ هذا الرَّمادُ
وكيفَ لِمَنْ أدْمَنَ الكيَّ
أنْ يَسْتَفيقَ على غيرِ ما حُجَّةٍ
في براري الأجلْ؟!
كيفَ يبزغُ موتُ الطُّفولةِ
مِنْ
شَرنقاتِ
الكَسَلْ؟!

وكأنَّ الرُّماةَ على غيرِ ما نشتهي
طيِّعونَ
إلى حَدِّ أنْ لا نرى في هبوبِ السَّماءِ
سِواهمْ
وهمْ يرجفونَ
_وفينيقُنا أَدْمَنَ الخوفَ
يا شاعري _ مِنْ شهيدٍ وصَلْ!
كيفَ لو أَوْقَفوا غيرَنا
ثُمَّ صاروا -كما كانَ يَأْمَلُ هذا العَدُوُّ_
على غيرِ ما عادةٍ
طيّعينَ
يَجُرّونَ ماءَ الحدائقِ ليلاً
إلى حَقْلِ هذا العَدُوِّ
وينتبهونَ إلى ناي هذي المُقلْ؟!

كيفَ
يَنْضُجُ هذا الرَّمادُ
وفينيقُ أحلامِنا
صار في غِيّهِمْ
مُعْتَقَلْ؟!


________
*طفل فلسطيني استشهد بعد أن  أضرم صهاينة النيران
في منزل عائلته في " دوما"  بالضفة الغربية.

                              


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x