عَداوات كثيرة



(1)
سأقولُ مَوْعِظةً
لأَقْطَعَ صرةَ المَحْكي بِسِكِّينٍ الحياةِ
وليسَ للنَّصْلِ احتراب الموتِ
في حِضنِ المنافي
أو عَداوات كثيرةْ
سأُعيد حِدَّتَها
لإمرأتينِ كي أمضي إلى جُرْحٍ
تُبرِّؤهُ المسافاتُ القصيرةْ
سأَزُجُّ  إيقاعاً تَيَبَّسَ في الغَداةِ
لأجل أنثى
لَمْ تكنْ أنثى ولا وَرَقاً
وَشِيحاً في الفَلاةِ  إذا سَجى
قلبي على صَوتِ الوليدِ: أنا هواؤكَ يا أبي
فانزعْ قناعَكَ
مُدَّ إصبعَكَ النَّحيفَ لأَرْتَقي وحْدي
إلى الغاياتِ
والمدن الفقيرة

(2)
وأُريدُ أنْ يَتَرَزَّقَ الإيقاعُ
لا تُفضي إلى بابِ الوليمةِ
كان لي وحْدي هوائي
والشوارعُ فاتناتٌ
مثلما أُحصي دَبيبَ النَّمْلِ
في الوَكْرِ الذي تركتْهُ أرْنَبَةٌ
وراحت في الضُّحى
لبيوتها
وأريدُ أنْ أُضفي على لغتي هَوامشَ
لا دليلَ على صَداها غير أغنيةٍ كسيرةْ
لِيَمُرَّ في جَسدي عقابُ الرّيح
يبني قَصْرَهُ الرّخوَ الذي حَرَّضْتُهُ 
ليقومَ عَنْ غليونهِ
إذ تُبصرُ الأشياءُ نَهْرَ دخانِكَ العَفَويّ
إيقاعاً لِيَهْتزَّ النَّشيجُ
ولَمْ يشأْ يَبني لنا وَطناً نرابطُ فيهِ
أو يَبني لنا قبراً
لِيَنْهَض بعْدَنا

(3)
هو ذلك المعنى
إذا خَلَتِ استعاراتُ الكَمانِ
مِنَ الزَّواحفِ
وانتظارِ  الرَّصْدِ مِنْ عينِ الحديقةِ
واللحاقِ بصورةٍ رَسَمَتْها ذاكرةُ اللجوءِ
وكان يحملُ جُبّةً لا جُرحَ فيها
غير تلويحِ الأيادي عَنْ بعيدٍ: يا أبي
سَلْسِلْ إذنْ أوتارَهُ
لِأْمُرَّ بينَ النَّاسِ والناي الحديقةِ
يا أبي
لِأَصيرَ في التَّأويلِ
بعضَ جناحِ طائريَ الذي مَنَعَتْهُ طائِرةٌ
مِنَ التَّحليقِ
سَلْسِلْ في الهواءِ قناعتي الأولى
على أوتارِهِ العليا   
وَدَعْ أوتارهُ السفلى

(4)
أَحْذِفُ مِنْ تَكِيَّةِ
عمريَ المعنى الذي ضَبَّبْتُهُ
في ليلةِ الحِنّاءِ
كانت مثلَ غايتِها تُقَصْقِصُ شَعْرَها أمّي
وتلصقُهُ على بابِ البنايةِ
كي أعيش سعيدا
لَمَّا تَشُقُّ عليَّ زلزلةٌ مِنَ الرّيحِ
وَتَجْرُفني على مِيلينِ مِنْ ضَحِكاتِها
أبْكي
وَكَمْ هيَ رافَقَتْني
أنا سَادِسُ الغِلمانِ
كم كنتُ وحيدا

وَلَمَسْتُ مِنها
ما يُضيفُ لِعُمْريَ الجَوَّابِ
في عثراتِ هذا الليلِ شيئاً
غير ذي لغةٍ
إماماً للنهوضِ بخَلْوتي في الليلِ
أذكاراً تَرُدُّ الأوكسجينَ إلى شُجَيْرَتِنا
ومأوى للجميعِ إذا مرَّوا على السَّاحاتِ
وهيَ مريضةٌ
لا تقلقي
فالنايُ بابٌ للوفاءِ

 (5)
مُتَقابِلانِ على بِساطٍ واحدٍ
خِلّانِ يَفْتَرِقانِ
نورٌ بيننا
لا تَقْلقي
فَرِباطُنا
إسْراءُ أحلامٍ جديدةْ

 (6)
جِئْتُ مِثلَ نُهوضِها
مِنْ ضَعْفِها


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x