مرايا الكائنات


مرايا الكائنات


-1-
لغتي بناءُ المفردات
لغتي تراثُ الفعل في حفر الأساطير البعيدةِ
هزّة المعنى على وترٍ جديدِ

-2-
وحُشِرتُ
فانكسرتْ مرايا في ضحى كأسي
فأتتْ على جسدي مَهالكُ
كان يضبطها دخولي في القصيدةِ
غير أنَ الريح في النسيانِ
كانت نجمة المعنى الفريدِ
-3-
نامت على شفة النهار
مدينةُ الحرس القديمةُ
منذ أن ناس الفضاء بنجمهِ، وخبا
نفرتْ لأرض الريح عاريةً
ولَم تجدِ الندى فجراً
وعادتْ بالقضية سبح قنديدِ


-4-
سكّان أرض الله نحنُ
وقد هبطنا من بهاء الشعر
موّجنا الثرى بالوردِ
سكّانها الآتون من حبر الربيع
ومن رياضة فجر يوم الآدميةِ
قد رسمنا سكّة المعنى
على بحرٍ جديدِ
-5-
في حدّة الشوق السريع
أتمّ طير الماء سجدتهُ
ونام على حصيرة قلبهِ
فرأى القُرى في لمحة الشعر القديم
فرقّ في البحر الخفيفِ من القصيدة
فانسحبنا باتجاه الغرّة الأولى
لشكل الشعر
رقّ
وغاية المعنى
وجود العارفين إذا تنزّلَ حوتُنا
نُزُلاً على برٍّ بعيدِ

-6-
أيان نشبك حصة الإيقاع
مع رأد الضحى
ونزول نار رمادنا في سلة المعنى
إذا نفرتْ
وكان القوسُ مرآة الوجودِ

-7-
همْ نزّلوا الدفلى عن المرعى
فغاب العنكبوتُ عن الحديقةِ
في مساء الموتِ
أوّلها دم العشاق
آخرها سماء الشعر
في رئة الوليدِ

-8-
ناس الفضاء بنجمهِ، وخبا
على رئة القصيدةِ
في زمان الوجد
هل كان الوجود بداية العرفان
في لغة التصوّف
حين يمّمنا الصدى
لِمَقامهِ الأبديّ في نصّ الحديدِ

-9-
حادتْ بنا ريح القُرى عن خبأة المعنى
حادتْ بنا من غير لائمةٍ
وأتتْ على الموتى
يؤدّون القصيدة بالغناء
على ثرى الإيقاع
وكأنّ بادية القصيدةِ نصف عتمتها بأرضي
وكأنها رئة الغناء
وغاية الذكرى
فيما أرى حدباً على صفة المريدِ

-10-
يا مدى حوّطْ على ناري لأطفئها
سلاماً فوق أنساب الرصيفِ
وأدرْ سكونك
في غيوم الشعر بوصلةً
لأعرف حمأة البحر الخفيفِ
وأدرْ مداد الحكمة الأولى
على مرمى خيول المهرجان
إذا تنزّل عن نشيدي

-11--
خبّأتُ عين الصقر
فامتدح اليمامة صاحبي
فوجدتهُ حرّاً ترقرقَ مع عناد الريح
أدى رقصة الحبِّ الجريحِ
هناك في ثوب الندى
حتى تأثث من مديح النهر
وانسحبتْ يداهُ
على منازل عودي
ووجدتهُ حرّاً تربّى في السنابل
كائناً في السهلِ
حتى خفَّ عن قمحي
جنون الظلّ
من برد القيودِ

-12-
نَصَبَ الندى جسدي هنا
وهناك
فلعلهُ يأتي إذا نفقتْ خيول الشعر
أو يأتي إذا مات الرعاةُ
ومات في جسدي وريدي
ولعلهُ يأتي من السّعةِ الرضيّةِ
في وجودي
ولعلهُ يأتي إذا نصبَ الردى
في الموت
باباً للصعودِ

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x