الجندي المجهول



حرّكتُ الليلةَ بابَ الدهشةِ
حين تعافى من سريان الخَدَرِ
الجنديُّ المجهولْ

أوقفني ظلي
وزماني المأهولْ

فدخلتُ إلى جغرافيا الحلْمِ العربيِّ
وقلتُ: يدي يا سارية الريح
دَمٌ نبتَ العارفُ من جملتهِ
واستأنسَ بالحادثِ
من طينتهِ الأبديةِ دمعٌ
فاق حدودَ اللامعقولْ

طائر بوحكِ يا سيّدتي
أوقفني في مفردةِ الخيلِ
وكنتُ دليلَ دم الإيقاعْ

أوقفني المذياعْ
كانت ذاكرتي تحتلُّ سلاحي
تفرغُ ميقاتَ سلالتها
من خابيةِ الطين الرخوِ

أوقفني في رقصتهِ الشعريةِ نحوي
غطاني بالشمسِ
وألهمني السيرةِ
حين تركتُ لكلِّ حدائقهِ وطناً
من غامض هذا الفعلِ المعلولْ
لَمْ أسند خاصرتي بالسيفِ
ولَمْ أدفنْ جسداً عاش الموتَ
ولَمْ أترك للتنصيص حياةً يكتبها الجرحُ
ولَمْ أسرد قصةَ ذاكرةٍ تستصلحُ
ما فاض من الحرب الأبديةِ
منذ اتّكأ المعولُ أسرارَ يباس الناسِ 
وخاض كما خاضوا
مدناً عرّاها الحارسُ من وترٍ مجهولْ

قالت
فاستندَ الشاعرُ مثلي
تحت مرايا الجندي المجهولْ
- كم يلزمني من معنى
يا صاحبَ مرآتي 
حتى أدخلَ في حرَكاتِ التأويلْ؟

أوقفني
عند حمامٍ زاجلْ
فوق مياهٍ تستنبتُ أوّلَ ولدٍ
لَمْ يأنس لحفاةٍ مرُّوا
فوق رصيف العُمْرِ
وقال: إذنْ

إيقاعُ رسالة هذا الطقسِ
حوارُ الممكنِ في اللاوعيِّ

النارُ طريقُ الفضّةِ
في ميناء الأسرارِ

العتمةُ
مفردةٌ تشبهُ صلصالَ الريحِ
ويَقْدَحُ في اللاوعيِ
ويخرُمُ ثوبَ الأرضِ
ويصطادُ فريسَتَهُ
هل كان البحثُ عن البلّورِ وصايا
سيدة الأرضِ على الوشمِ

أوقفني عند أغاني الشمسِ
وقال: إذنْ
كنْ حفّاراً
لمرايا ذاكرة المجهولْ!!  


إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x