لم أعد ناطقا باسمه



لم أعدْ ناطقاً باسمهِ
أو رفيقاً لأسرارهِ في الحروبْ
وَصَلْتَ إلى البحرِ: قالَ
فقلتُ: بلادي على وقْعِ كنعانَ
تعرفُ أنّي امتدادُ يَدٍ في الذُّنوبْ
وأنّي تَراجِمُ أخدودِنا في الحُفَرْ!

وَصَلْتَ إلى الثلج: قالَ
فقلتُ: إليكَ بنعناعِ صدري
فما فطنتي غيرُ نَهْرٍ يسيرُ إلى أيِّ
مجرى ينامُ على ضفتيهِ الحَجَرْ!
أنا خَلْوتي شَهوتي
شَهْوتي تُغْتَفَرْ!
فأيُّ الأفاعي
وأشباهها في الطَّريقِ إليَّ
وأيُّ الخطى تستفزُّ الحبالَ   
الحبالَ التي عقَدتها النَّوارسُ
في هجرةٍ واسعةْ؟
وأيُّ اللُقى ناصعةْ؟
وأيُّ الدروسِ هنا جامعةْ؟
وأيُّ الفراديسِ إيقاعُها النورُ
والحورُ
مملكةٌ للحنينِ
ومأوى لهذا الجنين؟
وأيُّ المناحاتِ أكثرُ جلباً لصقر البوادي
وأيُّ جثثْ؟

وماذا سيحدثُ
لو مَكَّنَتْهُ الخسارةُ من لَحْمِها
واستدارتْ إلى بَوْحِها في الحَدَثْ؟!
سيعلمُ
هذا
الحَدَثْ!!
بأنّا رَكَضْنا على الأرضِ مثلَ الخيولِ
صَبَوْنا إلى شبرِ ماءٍ.. ولم نكْتَرِثْ
وماذا ستكتبُ أكثرَ
إنْ رفَّ سِرْبُ الغمامِ على القارعةْ؟!
سأُهدي الغزالةَ بطْنَينِ حتى تجيءَ
التوائمُ أكثرَ مني بهاءً
وأُهدي الغزالةَ نصَّاً قديماً
ونثراً تشذِّبُهُ المُقرِئاتُ الوصيفاتُ
نهراً لتسبحَ
خيلاً لترعى حَشائشَ قلبي
وباباً لتغلِقَهُ في المساءِ على توأمينِ
وصحنِ ضُحى

وماذا ستعملُ في السَّاعة السَّابعةْ؟
سأنهرُ قِطَّاً لحوحاً
لِتُشغَلَ نفسي بأشيائها
وأنهرُهُ كي يرى ما أرى في الرَّحى

وماذا سيحدثُ؟

سأفرُطُ رَمَّانةً
ثمّ أرمي بجسمي النَّحيلِ
إلى الجاريةْ!!

وَصَلْنا إلى الهاويةْ
جميعاً وَصَلْنا إلى الهاوية!
ستُفْصِحُ هذي القصيدةُ عن نِيَّةٍ في الشَّوارعِ
يُفصحُ عدنانُ عنْ أرضهِ البكْرِ
في صُورةٍ للأملْ!
كذلك يُفصحُ جيتارُ حَنّا عن الأغنياتِ
وعن وترٍ ناحلٍ في طللْ
وَصَلْنا إلى الهاوية؟
أيُّ معنًى إذنْ ها هنا يُحتملْ؟
في فراغِ الدُّروبِ التي لا تُطلُّ على الماءِ
أيُّ الجماهيرِ سوفَ تُصفِّقُ في زحفِها
أو تُصدِّقُ أنّ القيامةَ
حبلُ الطريقِ إلى مُعْتَقَلْ؟!!

جميعاً وَصَلْنا إلى الهاوية!
كَذِئْبٍ تَسَلَّلَ في الليلِ نحو القطيعِ
تَسَلَّلَ في بَهْجَةٍ خِلسةً
للسؤالِ عنِ العافيةْ!!
وإذ صارَ يَعوي نهاراً، رأى البحرَ بحرينِ
خطَّ على الريح شيئاً
وعاد ليمحُوَ قلبَ الغيومِ 
ولم يُفرِجِ ابنُ شيبانَ بعْدُ
أؤكّدُ
لم يُفرجِ ابنُ شيبانَ عنْ سيرةِ الماءِ
في القافية!!

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x