مدخل

 

   ستذهب القراءات إلى تتبع الإشارة في النص من خلال علاقة التابع والمتبوع ، التابع اللفظي القاموسي  والمتبوع الكيان الشعري ، عبر قراءة المستوى الحركي للنص ، وتمكّنهِ من غواية الإشارة  واصطحابه لمقام اللغة ، وتخصيص فعالياتها للحراك الشعري ، وقراءة اللون الفضائي عبر اصطحابه إلى تلبس الإشارة.
  إنّ مهمة ينتج عنها احتكاك توليدي ، هي مهمة شاقة ولكنها قادرة على معالجة الإسفنج ، وهي أيضاً قادرة على الاختزال ، وهذا ما يخفّف من تزاحم الرؤى ، واحتفالها بالذات ، واندفاعها باتجاه التشابك الجمعي
   مقام : مقام اللغة ،
   الدهشة : انضاج المتخيل    
ومسند الإشارة هو احتفال مقام الدهشة بالتركيب القادم من أعماق الفتنة ، فتنة اصطحاب الذات إلى عالمها الأثيري
من هنا بدأت تجربة الشاعر محمد مقدادي  معتمدة على تتبع البنية الإشارية ، من حيث استلهام مقوماتها  ودفعها إلى المغايرة ، ومن هنا أيضاً فتحت معالمها الخاضعة للتجريب ، واكتنزت في ميادينها طاقة الانتظار    
   ستتناول هذه القراءات مفاتيح الإشارة التي  أرى فيها مساحة واسعة للنهوض بالواقع المأمول للدراسة  إذ أنها تشكّل في تعاضدها القرائي ، سمة بارزة للتحولات التي طرأت على تجربة الشاعر محمد مقدادي  ، فهي من جانب توفر للخطاب الواقعي جانباً من نثرية الشعر ، ومن جانب آخر تحقق للخطاب المستند على البؤرة الارتكازية للتحولات جانباً من الإنزياح اللغوي ، وكذلك تشكّل في المستوى القرائي جانباً هاماً لقراءة ما توصلت إليه التجربة الشعرية الأردنية من روافد تصبّ في صالح موقعها من التجربة العربية
وإذا كان هذا المستوى القرائي هو النبض المضخوخ في آليات القراءة الشعرية ، فإنّ المستوى البنائي هو النبض المضخوخ في آليات الكتابة الشعرية
  ويتضح من المستوى القرائي ، أهمية التركيز على البنى الإشارية التي تكتنف التجربة ، من حيث امتلائها بالمقومات التي تسند القراءة ومنتجها كاللغة والحقل الدلالي ، والتفريغ ، والتفريع  ، فيما تبرز الحاجة إلى عناصر الإشارة والسرد وتحولات المعنى الإشاري في المستوى البنائي
  وتوفر القراءات للنصوص مساحة للمحاكاة، محاكاة الواقع الجمالي وما يناط به من مهام تحفّز اللغة للامتداد عبر تتبع مقاماتها ، كما أنها ستحاكي المعنى للامتداد عبر تناول الصور ومشتقاتها 
   وفي الختام ستثبت القراءات مختارات أرى أنها قادرة على تمثيل ما ذهبت إليه ، عبر تقنية السهم ودوائره  إلى جانب إثبات سيرة ذاتية للشاعر ، بالإضافة إلى لمسات يضيفها أهل الأدب على الشاعر، موضع القراءات

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x