جريدة الرأي
يتابع
الشاعر أحمد الخطيب إصداراته الشعرية متكئاً على تجربة بدأت منذ نهاية سبعينيات
القرن الماضي، حيث أصدر قبل أيام ديوانه الجديد " أيام الأجراس
الموعودة"، ويقع في 265 صفحة من القطع الوسط، ويضم 60 قصيدة.
الديوان
الصادر عن دار الجنان للنشر والتوزيع في عمان، تشكل فيه الأجراس بتنوع مستوى
مرجعياتها الخيط الناظم للموضوعات ، إذ يشتغل الخطيب فيها على تأويل فكرة الجرس
الدلالة والموروث، وأهمية هذه الفكرة في ذاكرة الإنسان الذي يعيش في غربتين، غربة
المكان وغربة النفس.
يلتفت
الخطيب في ديوانه الجديد إلى شعرية الحوار، فالنص مع تدوير الحالة الشعرية وطرائق
التعبير عنها لا يغفل الإيقاع الداخلي الذي يربط بين مقام الإنسان وأحواله، لهذا
يتقدّم الإيقاع بنية النص وفضاءاته مشبعاً بتعدد الأصوات، ومعتمداً على تقريب
مساحة النص الشعري الحديث " قصيدة التفعيلة" من الشعر القديم "
النص الكلاسيكي"، مما يضع قارئ هذا الديوان أمام نصين في نص.
يقوم
الديوان على باقة من القصائد التي تتنوع بين النص القصير وبين النص الطويل، حيث
تشتغل النصوص القصيرة على توليد المفردة واستنطاقها لتشكل ملاذ الفكرة، مثل:
" لو قدّر لي، أصدقاء، سماء أخرى، وأطفالنا متعبون"، فيما تشتغل النصوص
الطويلة على استدراج التفاصيل وتقديمها في مناخ حواري، من مثل: " راعية يتيمة، سيرة الرضوان،
تصالحت مع غيمة لم تكن واعية، ضلع مرتبك".
يطغى
الألم مقابل الأمل على عديد من النصوص في هذا الديوان ، من حيث تعدد الخسارات التي
يعيشها الإنسان، فهو لا يترك محطة من محطات تفاعله مع المحيط إلا وضارع فيها فكرة
الشعر، فالشعر هو الإيقاع المتأمّل الذي يحاول من خلاله معايشة الأمل المفقود على
تعدد مستويات هذه المعايشة، ومنها، حالة الفقد التي تلمس مفرداتها في قصائد: سيرة الرضوان، شهر الأحزان، وضلع مرتبك"،
وحالة الاغتراب التي وقف على منسوبها الوجداني في قصائد: " شيء من الذكرى،
ذات صراع يجتمعان، علقت أجراسي، أمراض القوافي، والأرض واقعها غريب"، وحالة
المراوحة بين الفقد والاغتراب في قصائد: " فخاخ المنافي، بيتان يتصلان بي،
امنحوني دما هادئا، عدّلت أوقاتي وجئت، والبشرى".
يشار
أن الشاعر الخطيب الذي أصدر 24 ديوانا، وثلاثة كتب نقدية، فاز مؤخراً بالمركز الأول " محور
الشعر" في مسابقة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي الدورة الحادية عشرة،
وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، شارك
بالعديد من المهرجانات المحلية والعربية والدولية، وستصدر له في هذا الصيف الأعمال
الشعرية الكاملة في ستة مجلدات شعرية.
من أجواء الديوان
الدِّيكُ صباحاً
قالَ الأستاذُ يرى مَلَكَاً، فيصيح
ليعرفَ طفلُ الجيرانِ الغارق
في أحلام التمكينِ
بأنَّ الفجرَ يغازلُ ضوء الشمسِ
ويكشفُ عن آخر أخبار الدنيا
***
الدِّيكُ صباحاً
حين يضجُّ المعنى في بطن الشاعرِ
والرّيشُ على إيقاع الطائرِ
يكشفُ سرَّ حكايتهِ مع بنتِ الجيرانِ
يعيدُ لزينبَ بعضَ طفولتها
***
والدِّيكُ مساءً
قال الطالبُ: يذهبُ مع رجلينِ وسيمينِ
إلى المنفى
فأظلُّ وحيداً
لأرى في البيتِ ملائكة الرؤيا