ملتقى الشعر الثالث يواصل فعالياته

** احمد الخطيب … بنبرة صوته حلق بالحضور في فضاءات جديدة



  عمان- محمد صوالحه


الشاعر  احمد  الخطيب … يخلق  فضاء  جديدا  في  الشعر

 الشاعر  عمر  أبو الهيجاء… يفرد  جناحيه  في  سماء  الشعر 

 الدكتور  الشاعر عبد  الرحيم  المراشدة  يحفر  بعيدا   في  القصيدة  . 

 الشاعر حسن البوريني :  برقة  الكلمة …  وبساطة  الصورة  الشعرية   يداعب  قلوب

الحضور
 
الشاعر  أحمد كواملة  يعيد  الحياة  للجلسة  الثانية   بعد أن ماتت  وغاب  عنها  الشعر …  


  تابع  ملتقى  الشعر  الشعر  الثالث   الذي  تنظمه  رابطة  الكتاب  الأردنيين  / فرع  الزرقاء   بالتعاون  مع  مركز  الملك  عبد الله  الثاني  بن الحسين  فعاليات  الليلة الثالثة من لياليه  .

  استهلت  الأمسية  التي  أدارتها  الكاتبة  خلود   المومني  بالشاعر  الدكتور  عبد   الرحيم   الذي  قرأ  عدد  من  قصائده  من   ضمنها  قصيدة  الراتب …   وقصيدة الرقم  على الماء … وتميزت  قصائد  الشاعر  الدكتور  مراشدة  بالعمق  ….  والغموض  المستفز  للمخيلة  للوصول  للمعنى  أو  تخيل  الحالة  التي  يرسمها  الشاعر  للمتلقي …   أما  قصيدته  الراتب  فجاءت  للحديث عن  حالة  المستعفين  الكادحين  الذين  ينتظرون  اجر  ما  قدموا  من  عمر .

  ومن  قصيدة الشاعر   الدكتور  عبد  الرحيم  مراشدة  الرقم  على الماء  اقتطف :




 على الماء  ترقم  أحرفك  المشتهاة
 ترتلها  في محارب  عمرك ، قدس  سرك

 شعرك  صار  الصلاة

أتمسك خيطا  من  ضياء ؟ فقد تركتك  الدروب
 وظنت عليك  الجهات

 فكيف  تكون القصيدة  والكلمات ؟

 وراحت تراود  تيهك ،  تمضي  بحلم  رؤاك

وكيف  ستكتب  ما لا يرى  وكي يرى
 وهذي  الجفون  تراود  آيتها  خلف  خلفك  ماذا  دهاك  

 يا أنت .

   وتميزت   قصائد الشاعر  المراشدة  بطرح  الأسئلة الثقيلة  والصعبة  وترك  المتلقي  يبحث  عن الإجابة التي  ترضيه



  تلاه    الشاعر  والإعلامي  عمر  أبو  الهيجاء  الذي  داعب  الحضور  برقة  كلماته  وعمق  دلالاته  مبتعد  عن  التعقيد  وان  حافظ  على  ذلك  الغموض  المشتهى  في  قصيدته .

 عمر  أبو  الهيجاء … تحدث  عن  الهم  الجمعي  من  خلال   ضمير  المتكلم   في  قصائده منطلقا  للكل   مستخدما  الصورة  الشعرية  المثيرة للسؤال.  

.  
  هذا  هو في قصيدة  (حدائق  الأمل ) يقول:

هناك  علقوا /
قناديلهم  ومضوا  في عتمتهم
 هنا.. أنا /

 في  وحدة الأشياء  وحدي

أبث  ما تركه  جدي  من  حكايا  التراب
 والمنازل ، والمزاريب ، وشتاءات

 لم يطلني ببللها

 أنا صبي  الحواري

 والخيام ، والمعسكرات

 والبنادق  والأكياس  الرملية

 أنا   ابن الطلقات .


   ها  هو  يرسم  طريق  الخلاص  من  خلال  وصف  الأنا …  فهو ابن  الرصاص   وابن  الحواري  وابن  المعسكرات  وابن  الخيام … هو  المشرد  المقاوم  الصامد .

  بعد  الشاعر  عمر  أبو الهيجاء   صعد  الشاعر  حسن  البوريني   منصة  الشعر  ليقرأ  عددا  من القصائد  التي  تنوعت  بين  الغزلي   والإنساني  

 .
  ومن  قصيدته  أجمل  النساء  اختار :

أجمل  النساء 
 تلك التي

 لم تكترث

  بما قد  قالت المرآة

 أجمل  النساء

 تلك التي   تمشي  بحارة حسرتي

  وتشعل  الأوقات
 أنات  وآه

  اعتمدت  قصائد  البوريني  على  الصورة  الشعرية  الحسية الانفعالية  البعيدة  عن  التعقيد    والموسيقى  الهادئة 

 

 واختتمت  الجلسة  الأولى   من  جلسات  الملتقى   الشعر  الثالث  بالشاعر    والإعلامي  احمد  الخطيب  الذي  قرأ   قصيدتين …  تميزتا   بالصورة  الشعرية  المعقدة  …  ورسم بالكلمات  لوحات  فسيفسائه …  تأخذك  للبعيد  وتضعك  أمام  حيرة  في قصد  الشاعر   بهذه  الصورة  وتلك  لما  تميزت  به  من  انفتاح  على  التأويلات المتعددة  والرؤى  الشاسعة …   النص  المشبع  بالصور  الشعرية  والعب  على  المتناقضات  شد  المتلقي   إلى  الشاعر  إضافة  إلى  نبرة  الصوت   الدافئة …  والتي  أوصلت  الإحساس  العالي  للمتلقي  …  وجعل   الأغلب  من الحضور  يردد  هكذا  تكون  القصيدة   .. القصيدة  التي  ترتقي  بذائقته المتلقي  وتحفزه   مخياله  للبحث    والتقصي  عن  قصد  الشاعر …  وأحسن  الشاعر   وأبدع  إذ   جعل  قصده  في بطنه  وجعل  المتلقي  يدور  في  البحث  عن  الدلالة او القصد  ضمن  تعدد الأبواب   في  القصيدة  وتعدد  مفاتيح  النص ….   وجاء    النص  عقليا    تماما   مع  وضع الإشارات التي  تقودك  للقصيدة  والقصدية … فلم  تكون  حفرا    في حجر …  ولم  تكن  قصيدته  سهلة الوصول .  فقصائد  احمد الخطيب  تحتاج  للقراءة   وأكثر  من  مرة   والسير  خلف  الإشارات   للوصول  لم  تريد  وما يناسبك

 .
  يقول  الشاعر  :

حُمِّلتُ أوزاراً على مقياسي

وأتيتُ يُسْعِفُني هوى حُرّاسي

فهجعتُ في تدوينِ ريحيَ غفلةً

فشكا ظلامُ الليلِ من نبراسي

هي في المطالعِ صورةٌ أخّرتُها

إذ جئتُ أرقبُ سيرتي ومداسي

وهيَ المطالعُ بعد سَرْدِ غروبها

وقيامة الأحلافِ في أنفاسي
يا ليلُ يا حبل الخطى ماذا ترى
من دهشةٍ وقعتْ على أقواسي
قمْ…، والتمس حُلمي أنا إيقاعُهُ

وهواءُ قافيتي نبيذُ حواسي

خاطبتُ رأسي يا لعذر مرارتي
كم يرتوي ألمي من الإيناسِ
حُمِّلتُ أوزاراً ومن أفرانها
وقَعَ الغريبُ على ضحى وسْواسي
فتأنّث المعنى وصار له الرضا
ضربَ النشور على خطى أعراسي
حتى إذا بلغ النصابَ أتى يدي
وأحلّ نصفَ حلالهِ في كاسي

 

 

أما  الجلسة  الثانية  فقد  جاءت   القصائد  فيها  مباشرة …   بعيدة   عن فنيات  القصيدة  الحديثة  حيث  تطرح  الإشكالية  والحل … دون أن تتيح  للمتلقي   أن  بغوص  ويبحث   عن  الفكرة المطروحة …  بمعنى إراحة المتلقي  من أي عناء  وإغلاق  باب  التأويل
 واختتمت  الأمسية  بالشاعر  الذي  جاء  بالشعر  رقيقا  دفاقا … لينعش    جلسة  خلت  من الشعر  وأشعرت  المتلقي  بالملل


 كان  اللقاء  الأخير  مع  الشاعر   الكبير  احمد  الكواملة  الذي    جاء  بالقصيدة  عروسا   شدت  الحضور   ونالت  استحسان  المتلقي ..  فتميزت  قصائد  شاعرنا  بالهم  الوطني …     موسيقى  القصيدة   داعبت  المسامع  وغزت القلوب …   البساطة  والبعد  عن   المباشرة  والتعقيد  في  آن   جعل  الحضور  ينتشون  بما  يسمعون


  حقا كان  ختام  الجلسة الثانية  التي أدارها سمير  برقاوي مسكا  وجاء  الشاعر  الكواملة  لينقذ  تلك  الجلسة  ويعيد  إليها  الحياة  بعد  أن   كانت في  حالة  احتضار .  

  ومما  قرأ  الشاعر  الكواملة

 :
 مزامير يهوه  والتي  قال  فيها :

 المكان  مهيأ للدم

 والمزامير تطلق  نامة الموت

  صوب  نبض  الأغاني

  ورائحة القتل  تسمعها

  من  بعيد 

 فحيح

  عواء

   نشيش
  وجنود  الرب

  يشرعون مناجلهم

  بوجه  زهر الصلاة

  باردون

كما  الموت
 وهم لم يقرؤوا
 في  مزاميرهم

 من  وصايا  الفناء

 غير  معنى الدمار

اقتل
 يرض  عنك  الرب

 اقتل

  شهوة في  القتل

 يحمي  خطاك الرب

  اقتل 

 اقتل

واقتل
 حتى  الرب .

 واختتمت  الليلة  الثالثة  من ليالي  ملتقى الشعر  الثالث  … وزع الشاعر  جميل  أبو  صبيح  رئيس  رابطة الكتاب  الأردنيين / فرع الزرقاء  الشهادات التقديرية  والميداليات   على  المشاركين

 .
لقطات من الجلسات الشعرية

**  الجلسة  الأولى …   ثبت  الحضور … وساد  الصمت   المكان  إلا  من  صوت  الشعراء 
**
احمد   الخطيب …  بنبرة  صوته  حلق  بالحضور  في  فضاءات  جديدة 
 
الشاعر جميل  أبو صبيح  لم  يتوقف  للحظة  عن  متابعة الفعاليات  واستقطاب  الحضور
 
الجلسة  الثانية … كانت  ميتة  من  الشعر  والحضور  لولا  ان  اطل  الشاعر  احمد  الكواملة  لينقذها 
 
رنين   الهواتف   كان  كثيرا  في  الجلسة  الثانية
 
حقا  الهواتف  ورنينها  كان   حجة لمغادرة الجلسة  الثانية … 

_______

أقيمت الأمسية بتاريخ 21/10/2014

إرسال تعليق

حقوق النشر © موقع أحمد الخطيب جميع الحقوق محفوظة
x